 |
كيف يتحوّل السّرطان من مسالم لوحش يصعب القضاء
عليه؟ وكيف نقضي عليه؟
تحدّثنا بالأمس أنّه قد يحدث أن تخرج هذه الأوعية من انضباطهاا
أليوم سنتحدّث عن السرطان الّذي يبقى مسالما هادئا" في الجسم , حتّى اللحظة الّتي
تنمو حوله أوعية دمويّة جديدة بسبب خلل في الأنضباط ,ممّا يزيد البناء عن الهدم
بسبب البروتينات الدّاعمة للبناء وتغلّبها على المحبطات (الأنهزيتورز) , عندها يبدأ
السرطان بالانقسام الغير منظبط ويصبح خطيرا"
دعونا نركّز على السرطان ,اذ أنّ السرطان لا ينمو بدون التزوّد بالغذاء الّذي يأتيه
من الأوعية الدّمويّة ,الّتي تبنى حوله عندما يتخلخل التوازن في بناء الأوعية.
انّ السرطان يبدأ في مراحله الأولى بخليّة أو عدد من الخلايا غير ضارّة في منتهى
الصّغر ميكروسكوبية بحجم رأس الدبّوس, لا تستطيع التّكاثر والانقسام لأنها ليست
موصلة بأوعية لتغذيها
لولا امدادات الأوعية الدّمويّة الّتي تولّدت بقرب الخلايا السرطابيّة لما تكاثرت
هذه الخلايا ولما تحوّلت الى خطيرة , منذ لحظة امدادها بالأوعية تكبر الكتلة الّتي
كانت لمدّة سنين بحجم رأس دبّوس تتحوّل الى كتلة أضخم 16000 ضعف في فترة وجيزة
(أسابيع) .
هذه الخلايا السرطانيّة والغير ضارّة أثبت بتشريح الجثث بعد الموت, أنها متواجدة
عند أغلب النساء ما بين 50-40 سنة في الثدي بنسبة %40 .امّا بين الرّجال فحوالي %50
منهم في جيل ال -60-50 لديهم هذه الخلايا الميكروسكوبيّة في البروستاتا.
وفي جيل ال70 ,حوالي %100 منا لديهم من هذه الخلايا في الغدّة الدّرقيّة الثيروئيد.
ولولا التزوّد بهذه الأوعية الدّمويّة لما نما أي سرطان من هذه الخلايا .
هدف الأبحاث هذه الفترة أن تتوصّل الى سرطان بدون مرض , والطريقة الّتي يحاولون
الوصول اليها هي منع أو قطع الأمدادات عن الخلايا السرطانيّة , أو أغلاق الأوعية
الدمويّة , من السّهل استهداف هذه الأوعية الّتي تغذّي السرطان,
لانّها على عكس الأوعية العاديّة
فهي غير عاديّة مبناها تركيبتها غير متية (ضعيفة) مما يجعل استهدافها بالأمر
السّهل.
طريقة العلاج هي الدّفاع عن طريق توازن الأوعية الدمويّة , هذا النوع من علاج
السّرطان العلاج عن طريق الاوعية يدعى (AntiAngiogenic Therapy) .
وهو يختلف عن الكيموثيرابي بانّ الأخير لا يستهدف فقط الخلايا السرطانيّة بل بطال
خلايا أخرىسليمة مسببا اضرارا للجسم .
بينما الأنغيوغينك ثيرابي يستهدف الأوعية الّتي تحيط الكتلة السرطانية غير مسببة
عوارض تذكر,تقطع الأمدادات عن الكتلة فتموت في ظرف اربعة اسابيع على الأكثر.
وهكذا يتم تجويع السّرطان.
وهذه الطّريقة أثبتت نجاحها أكثر من الكيماوي ,ولكن العلاج بالطريقتين معا" أثبت
نجاعة أكبر, (مع أنّي لا اؤمن بالعلاج الكيميائي بسبب ظواهره الجانبيّة )ولكن يبقي
السؤال هل علينا أن ننتظر حتّى يصل السرطان الى مرحلة تكوين اوعية دموية حتّى نقضي
عليه ,اذ عندها يصبح المرض في مراحل متقدّمة ويصبح من العسير بل المستحيل القضاء
عليه.
ألأجابة نعم نستطيع ذلك وذلك بتجويع السّرطان ومنع الزيادة في بناء الأوعية المغذية
للمرض قبل أن تبنى ويستفحل المرض, بواسطة الأكل الملائم.
غدا" نلتقي باذن الله لتتمّة الموضوع الوقاية من الزيادة في الأوعية الدّمويّة ومنع
الخلايا المسالمة من التحوّل لوحش كاسر
. دمتم سالمين أعزّائي
مع تحيّات لوريت بشارة حدّاد
|
|
للمزيد من
منوعات في
الطب
|
|
